الخوف من التغيير شعور مألوف يختبره معظم الناس في مراحل مختلفة من حياتهم. ورغم أن التغيير عنصرٌ أساسي في التطوّر والنمو، إلا أن العقل البشري يميل بطبيعته إلى الروتين والاستقرار، حيث يشعر بالأمان عندما يكون كل شيء متوقعًا ومألوفًا.

يأتي الخوف من التغيير غالبًا من عدة عوامل، أهمها الخوف من المجهول. عندما يواجه الإنسان خيارًا جديدًا أو بيئة مختلفة، تبدأ الأسئلة تدور في ذهنه: ماذا لو فشلت؟ ماذا لو كان الوضع الجديد أسوأ؟ هذه المخاوف قد تكون كافية لتثبيط العزيمة، حتى لو كان التغيير يحمل فرصًا أفضل.

سبب آخر للخوف هو فقدان السيطرة. في التغيير، يشعر الإنسان أحيانًا وكأنه يفقد زمام الأمور، وهذا الإحساس بعدم القدرة على التنبؤ أو التحكم يزعجه بشدة. كما أن بعض الناس يربطون هويتهم بالوضع الحالي، فيشعرون بأن التغيير يهدد من هم عليه.

لكن الحقيقة أن كل نمو حقيقي يبدأ من لحظة خروجنا من دائرة الراحة. التجارب الجديدة تُكسبنا مهارات لم نكن نملكها، وتفتح أمامنا أبوابًا لم نكن نراها. والمهم ليس أن نتجنب الخوف، بل أن نفهمه ونتعامل معه بوعي.

في النهاية، التغيير ليس عدوًا، بل أداة بيدنا نصنع بها المستقبل. علينا فقط أن نمنح أنفسنا الفرصة لنخوض التجربة، بثقة ومرونة، ونتذكّر دومًا أن كل خطوة نحو الجديد تحمل في طيّاتها إمكانات عظيمة.